بحجم قرارات هيئة الأمم ومجلس الأمن، وهل يليق بهم أن يعيشوا على موائد الآخرين، وينتظروا توجهاتهم وتوجيهاتهم؟ !
إن أمة الإسلام غنية بأعدادها ومواردها، لكنه التفرقُ والتشرذم والغثائية التي أخبر عنها الصادق المصدوق:((يوشك أن تداعى عليكم الأممُ كما تداعى الأكلة على قصعتها))، قالوا: أمِنْ قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال:((بل أنتم كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السَّيل)). والمأمول أن توحد هذه الضربات صفوفهم، وتجمع شتاتهم.
إن حركات الجهاد الإسلامي للتحرر من الظلم والعبودية، والتي تقوم بها الأقليات المسلمة -هنا أو هناك- محرجةٌ لأمة المليار مسلم، لا سيما إذا قدر لهذه الفئة المستضعفة -في نظر الآخرين- إحرازُ قدرٍ من الانتصار على دولٍ هي في طليعة الدول الكبرى، وماذا لو اجتمع شملُ المسلمين وتوحَّدت قواهم، وصدقوا في توجههم؟ لا شك أن النصر سيكون حليفهم، وسيحطمون كبرياء المتغطرسين الذين باتوا يهددون بلاد المسلمين ويستحوذون على مقدراتهم، وكأنهم أوصياءُ عليهم!
الوقفة السابعة: وهناك عنصرُ قوةٍ عند الشعوب المسلمة، لا يتوفر مثلُه عند الشعوب الكافرة، فالأعداءُ وإن فاقوا المسلمين على مستوى الحكومات في الدعم واتخاذ القرارات وتنفيذها حسبما يرون، ففي الشعوب المسلمة قابليةٌ للنصرةِ والمساعدة والإيثار بالنفس والمال لإخوانهم، ما لا يمكن أن يتوفر مثلُه عند غيرهم من أبناء الكفار، فكيف ومتى يستثمر المسلمون هذه القوة لصالحِ قضاياهم؟
إن المسلمين جميعًا -دولًا وشعوبًا- مطالبون -بإسلامهم- بإعداد القوة التي يرهبون بها عدوَّ الله وعدوَّهم، وذلك من الإرهاب المحمود كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ