للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَدُوَّكُمْ} (١). وإن رغمت أنوف الأعداء، واستغلوا مصطلح الإرهاب لصالحهم.

الوقفة الثامنة: ينبغي أن يُعلم أنه ليس كلُّ ما يحصل على المسلمين من محنٍ وبلايا وقتل وتشريد شرٌّ محضٌ، فقد يكون هذا الواقع السيّئ والظلمُ والتعسفُ الظاهر من قبل الأعداء موقظًا لعزائم المسلمين، محركًا لهممهم، داعيًا لتجميع طاقاتهم.

ونكاد نرى شيئًا من ذلك على صعيد الواقع، فلا تكادُ تُخطئ نظر المتابع .. تتابعُ حركاتِ المسلمين وتمسكهم بدينهم، ومطالبتهم برفض وصاية الأعداء عليهم -هذه الحركات تتجدد، وكلما ضعفت في مكان انبعثت من جديد -وفي مكان آخر- مؤكدةً حيوية المسلمين، وحماسهم لدينهم -رغم الضربات القاسية، ورغم المؤامرات الدَّوْلية ومؤكدةً كذلك أن الضغط يولد الانفجار، وأن هذه الضربات تغذي عواطف المسلمين تجاه إسلامهم، وإن ظن الأعداءُ أنهم يحرقونها بالجديد من أسلحتهم.

الوقفة التاسعة: وفي حسّ الفاروق عمر رضي الله عنه شعورٌ يَقِظٌ ورحمة بالحيوان ألا يتأذى في بلاد المسلمين: لو أن بغلةً في العراق سقطت لكان عمرُ مسئولًا عنها، لِم لمْ تمهدْ لها الطريق.

ولربما تبلد إحساسُ بعضِ المسلمين تجاه إخوانِهم المسلمين، فلم تُحرِّك مشاعرهم آلافُ الجثث، وبركُ الدماء، ومئاتُ الجوعى والعطشى، وأعدادٌ من النساء تُغتصب، وجموعٌ من الأطفال تُبادُ أو تُهجر تمهيدًا لطمس هويتها! وتحية للإعلام الذي يُعنى بقضايا المسلمين، وتحية للكتاب والمفكرين الذين تتسع دائرةُ


(١) سورة الأنفال، الآية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>