إخوة الإيمان: وينبغي أن يستثمر المحتسبون وسائل الإعلام والمنابر العامة، وحيث يجتمع الناسُ، ويستفيدوا من وسائل التقنية الحديثة لنشر المعروفِ والأمر به، والتحذير من المنكر والنهي عنه، ومؤلمٌ أن تكون هذه الوسائل قنواتٍ لنشر المنكر، وفرصًا واسعة الانتشار يستحوذ عليها المبطلون.
أيها المسلمون: وإذا كانت الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالحسنى، والنصح، واستثمار وسائل الإعلام، ونشر العلم بطرقه المختلفة - كلُّها وسائلُ عامة للأمرِ والنهي، فثمة وسائل خاصة ثبت نفعُها والاستجابة لها، فالمهاتفةُ، والزيارةُ، والرسائل الشخصية، والكتابة .. كلُّها وسائل لإقرار معروف، وتشجيع صاحبه، وإشعاره بتقدير الناس له، أو لإنكار منكرٍ وتذكير صاحبه وتخويفه بالله وعاقبة أمره، وما أروع هذه الوسائل إذا استخدمت بعبارات لطيفة، وأسلوب حسن، وكانت نصحًا لا تشهيرًا، وشفقةً لا تشفِّيًا، وظهرت فيها بوادر الصدق والإخلاص، ولم تكن تعالمًا وتعاليًا وعُجبًا، ويقلُّ نفعُها إن صاحَبها تزكيةٌ للنفسِ وازدراءٌ بالآخرين.
أيها المحتسبون: وإمامُ المسجد يمكن أن يحتسب - بالتعاون مع جماعة مسجده - على جيرانِهم وأهلِ حيِّهم - في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمام المعلمِ والمعلمةِ فرصةٌ كبرى للاحتساب في مدارسهم، والموظف الناجح، والمسؤول الناصح سِرُّ وجودهم في العمل إقرارُ المعروف والدعوةُ له، وإنكارُ المنكرِ ومنعُ الناس من الوقوع فيه - في دائرته أو محيط عمله - وفرقٌ بين من يُحرقه العملُ دون أن يقيم وزنًا للمعروف أو المنكر، بل همُّه مصالحُه الشخصية، وإن تعطلت مصالحُ الآخرين، وبين من يتخذ من مركزه وسيلةً لخدمةِ عباد الله، فهو قائم بالحق والعدل، منصفٌ للمظلوم، قاضٍ للحوائج، ميسرٌ لا معسر. فذاك