للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للناس أجمعين، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (١)، وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (٢)، وغيرها من الآيات.

خامسًا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقادُ كفرِ كلِّ من لم يَدخلْ في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا. وأنه عدوُّ لله ورسوله والمؤمنين. وأنه من أهل النار كما قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (٣)، وقال جلّ وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} (٤)، وغيرها من الآيات. وثبت في «صحيح مسلم» أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيدِه لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار».

ولهذا: فمن لم يُكفِّر اليهود والنصارى فهو كافر، طردًا لقاعدة الشريعة: «من لم يكفرِ الكافرَ فهو كافرٌ».

سادسًا: وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى: «وحدة الأديان» والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوةٌ خبيثة ماكرة، والغرضُ منها خلط الحق بالباطل، وهدمُ الإسلام وتقويضُ دعائمه، وجر أهلِه إلى ردة شاملة، ومصداقُ ذلك في قول الله سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (٥). وقول جلّ وعلا: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} (٦).


(١) سورة سبأ، الآية: ٢٨.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٥٨.
(٣) سورة البينة، الآية: ١.
(٤) سورة البينة، الآية: ٦.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢١٧.
(٦) سورة النساء، الآية: ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>