للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعًا: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمةِ إلغاءَ الفوارقِ بين الإسلامِ والكفر، والحقِّ والباطل، والمعروفِ والمنكر، وكسرِ حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاءَ ولا براء، ولا جهادَ ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله جلّ وتقدس يقول: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (١)، ويقول جلّ وعلا: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (٢).

ثامنًا: أن الدعوة إلى «وحدة الأديان» إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردةً صريحةً عن دين الإسلام، لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عزّ وجلّ، وتُبطلُ صدق القرآنِ ونسخَه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطلُ نسخَ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآنٍ وسنة وإجماع.

تاسعًا: وتأسيسًا على ما تقدم:

١ - فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا، الدعوةُ إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيعُ عليها، وتسليكُها بين المسلمين، فضلًا عن الاستجابةِ لها، والدخولِ في مؤتمراتها وندواتها والانتماء إلى محافلها.

٢ - لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفرديْن، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد! ! فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد، لما في ذلك


(١) سورة التوبة، الآية: ٢٩.
(٢) سورة التوبة، الآية: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>