للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلًا كان يصوم صومًا فليصمْهُ» متفق عليه. انتهى كلامه يرحمه الله (١).

أيها المؤمنون: وحتى لا تختلط السُّنةُ بالبدعة، فلا بد من الحذر من تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام، أو الاجتماع ليلة النصف منه للصلاة، وفي هذا يقول الإمام ابن تيمية يرحمه الله: «فأما صومُ يوم النصف مفردًا فلا أصل له، بل إفرادُه مكروه، وكذلك اتخاذُه موسمًا تُصنع فيه الأطعمة، وتُظهر فيه الزينةُ، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها، وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية - هي التي تقرأ فيها بـ: «قل هو الله أحد» ألف مرة - في المساجد الجامعة، ومساجد الأحياء والدروب والأسواق، فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلةٍ قصيرةٍ بزمان وعدد وقدر من القراءة لم يشرع مكروه، فإن الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوعٌ باتفاق أهل العلمِ بالحديث .. إلى آخر كلامه يرحمه الله (٢).

والشيخُ يرحمه الله، قبل ذلك أبانَ عن فضل ليلة النصف من شعبان ... ومن كان من السلف يخصها بالصلاة، ومن كان يكره ذلك ويطعن في الأحاديث الواردة فيها ... ثم قال: لكن الذي عليه كثيرٌ من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد (٣).

ألا فاستمسكوا - عباد الله - بالهدي والسنن، واحذروا البدع ومحدثات الأمور ... فإنَّ كلَّ محدثة في دين الله بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار ... وفي السنن كفايةٌ عن البدع ... والشيطانُ حريصٌ على ابتداع المبتدعين ... وربما نشطهم لها ويثبطهم عن إتباع السنة.


(١) تهذيب السنن: ٧/ ٩٩، «عون المعبود عن الصحيح المسند من أحكام الصيام» محمد السلفي: ٣٦.
(٢) في الاقتضاء: ٢/ ٦٣٢.
(٣) الاقتضاء: ٢/ ٦٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>