الخليفة للرجل المحتسب وقال له: كلما رأيت منكرًا صغيرًا كان أو كبيرًا - ولو على هذا - وأشار إلى صاحب الشرطة - فأعلمني، وإلا فالعلامة بيني وبينك بالأذان إن لم تجدني، فكان هذا الخياط بعد يرهب الأمراء بالتهديد بالأذان إن لم يسمعوا لأمره ونهيه.
أيها الناس: وإذا كان في هذه الحادثة درسٌ في قوة وازع السلطان وأثره، ففيها درس وتسليةٌ للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
ألا وإن من فضل الله علينا في هذه البلاد وجود جهاز للهيئات، وهي سمةٌ تخصُّ بلاد الحرمين دون سواها، وأملنا ورجاؤنا أن تبقى السمةُ باسمها ومسماها، يُدعمُ رجالُها، وتُستحدث أجهزتُها، وتوسع صلاحيتُها، فرجالُها مع رجال الأمن عيون ساهرة، دعمُهم دعمٌ لنا جميعًا، وضعفُ أدائهم تحيق آثارُه المُرَّةُ بنا جميعًا. اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.