أيها المسلمون: حديثُ اليوم عن فئةٍ تملأ علينا بيوتَنا، وتُسرُّ لأحاديثهم قلوبنا، نضيق بتصرفاتهم حينًا، ونستملح حركاتهم حينًا، حديث عن حبّاتِ القلوب، وفلذاتِ الأكباد، وقرة العيون، ورياضِ البيوت، وبهجة الحياة.
إنهم أطفالُنا، وهبةُ الرحمن لنا: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (١)، تُعنى الشعوبُ كافةً بأطفالها، وتُعقد الأيام العالميةُ للطفل، ولكن يظل الإسلامُ متميزًا في عنايته بالطفل، وتبدأ العنايةُ به قبل وجوده، فأمُّهُ تُختار من ذواتِ الدين والنسب:«فاظفرْ بذاتِ الدين تربتْ يداك»، «تخيَّروا لِنُطفِكم فإنَّ العرقَ دسَّاس».
وفي لقاء الزوج بالزوجة لإلقاء النطفة التي يشاءُ الله منها الطفل يُحث على ذكر الله ودعائه بحفظ هذا المولود من كل مكروه، قال صلى الله عليه وسلم:«لو أن أحدَهم إذا أتى أهلَه، قال: بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا، فقُضي بينهما ولدٌ، لم يضرَّهُ الشيطانُ».
بل ويُحث العقيمُ على ذكر الله والاستغفار والصدقة، وقد يشاءُ الله أن يكون ذلك لمجيء الولد سببًا. روى أبو حنيفة في «مسنده»، عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أنه جاء رجلٌ من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما رزقت ولدًا قطُّ ولا وُلدَ لي، قال صلى الله عليه وسلم:«فأين أنت من كثرة الاستغفار، وكثرةِ الصَّدقة تُرزقُ بها» فكان الرجلُ يُكثر الصدقة ويكثر الاستغفار، قال جابر: فولد له تسعةُ ذكور.
قال مُلا علي في شرحه للحديث: «ولعله مقتبسٌ من قوله تعالى حكايةً عن