إخوة الإسلام .. وهؤلاء الأطفال الذين يمثلون البراءة وترسم على وجوههم وحركاتهم إشراقةُ الفطرة الربانية، ماذا صنعنا لهم بعد وجودهم؟ ما هي أخطاؤنا معهم؟ وكيف واقُعنا وإياهم، وما هي أنسبُ الطرق وأفضلُ الوسائل لتربيتهم؟
إن الطفل ببراءته ونقائه لوحةٌ نظيفة يكتب فيها المربون ما شاءوا، ولكن ما يُكتب اليوم له أثرهُ في مستقبل الطفل غدًا ... ومن هنا يأتي خطؤنا أحيانًا في عدم تقدير النظرة للطفل، فضلًا عن الكلمة، أو السلوك أمام الأطفال بشكل عام ..
وما من شكٍّ أن هذه النظرة أو الكلمة التي وجهناها للطفل، أو السلوك الذي تعاملنا به معه تظل كلُّها عالقةً في ذهنه، وذات أثرٍ في سلوكه فيما بعد.
ومن أخطائنا - مع أطفالنا - أننا نُعنى كثيرًا بشكلهم الظاهر، ونوفر لهم أنواع الملابس وأصناف الطعام، وننزعج للمرض يصيب أبدانهم. ويضعف اهتمامُنا بتهذيب نفوسهم، وإصلاح قلوبهم، والعناية بأخلاقهم ومتابعة أدبهم، وينشأ عن هذا وذاك نشأتُهم معظمين للشكليات، مهتمين بكماليات الحياة، وفيهم ضعفٌ ظاهر في تقدير القِيَم، وعلوِّ الهمم، وخوض غمار الحياة مع الحفاظ على محاسن الأخلاق، وجميل السلوكيات.
ومن أخطائنا قِلةُ الأوقاتِ المخصصة للجلوس مع الأطفال، وإذا قُدر لنا الجلوسُ فدون برامج مدروسة، وربما غابت أهدافُ التربية أو عُدِمْنَا الوسيلةَ
(١) سورة نوح، الآيتان: ١٠ - ١٢، شرح مسند أبي حنيفة لمُلا علي، ص ٥٨٧، منهج التربية النبوية للطفل: محمد نور سويد: ٤٧، ٤٨.