للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناسبةَ للتربية ... ولو أن المربي أو المربية في كل جلسة علموه أدبًا، أو حفَّظوه آيةً، أو نبهوه إلى خطأ، أو علموه ما يجهل، بأسلوب مناسب، وبقليل من الوقت - لتشكل من ذلك رصيدٌ نافعٌ لهذا الطفل يدعوه للمكاره ويحفظه من المزالق بإذن الله.

وإذا كان هذا من أخطائنا في البيوت؛ فخطأ المدرسة مع الطفل إنما يكون حين تُركِّزُ على تلقينه المعلومات تحفيظًا، وتقلل من ممارسته لما حفظ سلوكًا عمليًا، فيظل الطفلُ يحفظ ذهنيًا، ويمارس سلوكيًا غير ما حفظ، وربما حفظ في الصفوف الأولى ما لم يمارسه إلا في الصفوف الأخيرة من المرحلة الابتدائية، وبهذه الطريقة التلقينية المجردة تضيع أو تضعف القيمة التربوية للتعليم، ويتركز الهدف أكثر على النجاح أو الرسوب.

ومن أخطائنا في التربية وعلاج مشكلات الأطفال أننا ننظر إليهم أحيانًا على أنهم كبار، يدركون الخطأ ولكنهم يقصدون العناد؛ وبالتالي نحتد في النقاش معهم، ونشتد في ضربهم، وليس كلُّ مخالفةٍ للوالدين، أو خروج عن الأعراف السائدة في المجتمع من قبل الأطفال عنوان شرٍّ ورمز شقاوة، بل قد تكون من علائم النجابة مستقبلًا، وفي «نوادر الترمذي»: «عُرامُ الصبي نجابة» أي: شدته وشراسته، وفي رواية: «عرامة الصبي في صغره زيادةٌ في عقله في كبره» (١).

ومن أخطائنا: الاستهانة بنوع الرفيق لهم في مرحلة الطفولة، فقد يرافقون من يبدأ الطفلُ خطوات الانحراف الأولى برفقتهم، وقد نجهل أن هذا الرفيق يهدم ما نبني، أو يبني ما نهدم.

ومن أخطائنا: ضعفُ همَّتنا في تربية أطفالنا على النماذج العالية للأطفال؛


(١) الطفل المثالي في الإسلام، عبد الغني الخطيب: ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>