للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَفْعَلُونَ} (١)، والقدوةُ مع الأطفال من أمضى وسائل التربية، والطفل يُجيد التقليد والمحاكاة، وحقٌّ على المربين أن يكونوا قدوةً صالحة، وليحذروا من أن تقع أعينُ الأطفال منهم على قبيح من القول أو منكرٍ من الأفعال، قال عقبةُ بن أبي سفيان لمؤدب ولده: وليكن أول ما تبدأ به إصلاح بنيَّ: إصلاحُ نفسِك، فإن أعينهم معقودةٌ بعينك، فالحَسنُ عندهم ما استحسنتَ، والقبيحُ عندهم ما استقبحت (٢).

أيها الآباء والمربون، أيتها الأمهاتُ والمربيات: عوِّدوا الأطفال على الخير فهم يعتادونه، وعلموهم ما ينفعهم فهم يسمعونه. قال عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه: «عوِّدوهم الخيرَ، فإن الخيرَ عادةٌ».

وأول ما ينبغي تعليمُهم إياه كتبُ الله منذ نعومة أظفارهم. قال السيوطيُّ: تعليمُ الصبيان القرآن أصلٌ من أصول الإسلام فيُنَشّؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوارُ الحكمة قبل تمكُّنِ الأهواء منها، وسوادِها بأكدار المعصية والضلال (٣).

وما أجمل المربي والمربية وهم يفتحون أذهان الناشئة على عظمة الله والخوف منه، من خلال صفحة الكون وآيات الله الباهرة في الأنفس والآفاق، وبالأسلوب المناسب للطفل ... ثم يتدرجون معهم إلى تعليم أركان الإسلام، وبعض الواجبات والمستحبات والآداب النافعة في الأكل والشرب والتحية، وفي حال النوم واليقظة، وما فيهما من أذكار وأوراد مستحبة.

فإذا بلغ الطفلُ سبع سنين أُمر بالصلاة تدريبًا له على الخير، وربطًا له


(١) سورة الصف، الآيتان: ٢، ٣.
(٢) الصّباغ، أطفالنا حبات القلوب: ٥٣.
(٣) بناء شخصية الطفل في الإسلام: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>