للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمسجد، وتعريفًا له وتأليفًا مع جماعة المسلمين، ويُضرب على التهاون بها إذا بلغ العشر، ويُفرق فيها بين الذكر والأنثى في المضاجع، إبعادًا لهم عن الريب، وصونًا لهم من الانحراف، وقد يتهاون البعضُ بهذه الآداب الإسلامية المشروعة، وقد يظهر آثارُ التهاون عليه فيما بعد، وقد صح الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناءُ سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع» حديث حسن أخرجه أحمدُ والحاكم وأبو داود (١).

ومن هدي السلف تدريبُ أطفالهم على الصيام، وربما حجوا بهم وهم صبيان، ومما ينبغي أن يُعلم أن الأطفال يستجيبون للتعليم والتأديب بشكل عام مع الحوافز المشجعة، والوعود الصادقة بالمكافأة - وإن كانت يسيرة - كما يستجيبون للحكايات والقصص، وقد تؤثر فيهم أسرع من غيرها، وعلى المربي أن يختار القصة ذات الهدف التربوي ويستثمرها في توجيه الأطفال.

وإذا امتلأ كتابُ الله بذكر قصص السابقين لأخذ العبرة منها، والتسلية بأحداثها، فلا شك أن للقصص أثرًا في صياغة عقل وسلوكيات الأطفال، وقد قال بعضُ العلماء: «الحكايات جندٌ من جنود الله تعالى يثبت الله بها قلوب أوليائه»، وشاهدُه من كتاب الله قوله سبحانه: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (٢).

ويروى عن أبي حنيفة رحمه الله: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحبُّ إليَّ من كثير من الفقه، لأنها آدابُ القوم، وشاهدُه من كتاب الله قولهُ تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (٣). (٤).


(١) صحيح الجامع الصغير: ٥/ ٢٠٧.
(٢) سورة هود، الآية: ١٢٠.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ٩٠.
(٤) منهج التربية النبوية للطفل: محمد نور سويد: ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>