أيها المربون، أيتها المربيات: وكم نغفل عن هذا الجانب التربوي مع الأطفال، وفي سيرة محمدٍ صلى الله عليه وسلم أو سير الأنبياء السابقين ماله أعظمُ الأثر في تربية الأطفال على الفضيلة والخير، وكذا سير العلماء والصالحين، أو سير الآباء والأجداد .. والمهم أن تصاغ بأسلوب يفهمه الطفل، وأن يُعلَّقَ على القصة الموردة بما ينتفع به الطفل من أمر أو نهي أو توجيه.
ولا شك أن اختيار الوقت المناسب للتوجيه مهمٌّ بكل حال، ولا سيما مع الأطفال، ففي حالِ الركوب والأسفار، وحين تنفتح نفسية الطفل للطعام والشراب، أو حين يقعده المرضُ فتجتمع له سجيّةُ الطفل وَرِقَّةُ القلب بالمرض - فهذه الحالات وأمثالُها حَرِيَّةٌ بقبول الطفل للتوجيه أكثر من غيرها، وينبغي للمربين أن يستثمروها، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤكد حسن اختيار الوقت للتوجيه والدعوة، فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه؛ قال: كان غلام يهوديٌّ يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض الغلام فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له:«أسلم» فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم الغلام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«الحمد لله الذي أنقذه من النار».
أرأيت كيف اختار النبي صلى الله عليه وسلم الوقت المناسب لدعوته، مع إمكانية الدعوة قبل ذلك ...
عباد الله: وهناك أساليبُ أخرى في تربية الأطفال .. وهناك محاذيرُ ينبغي أن نتنبَّه لها، وأمورٌ أخرى تتعلق بالأطفال أرجئُ الحديث عنها للخطبة القادمة بإذن الله.
أسأل الله أن يصلح نِيَّاتنا وذرياتنا .. وأن يغفر زلاتنا، ويعيننا على تربية أنفسنا وأبنائنا.