للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي المؤمن أنت طيب في معدنك، وكريم على الله لشمائلك وخلقك، لكن هل علمت أن القرآن يزيد في جمالك، ويزكي رائحتك؟ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرآ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو» (١).

فإن قلت: فما الحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة- مثلاً-؟ فقد قيل: إن الأترجة:

١) يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصية.

٢) ويستخرج من حبها دهن له منافع.

٣) وقيل إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج، فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين.

٤) وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن.

٥) وفيها أيضًا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها.

٦) وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة ودباغ معدة وجودة هضم- ولها منافع أخرى مذكورة في المفردات (٢) -

وهل علمت- أخي السلم- أن القرآن يزيد من قدرك، ويرفع شأنك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين».

فقد أخرج أبي داود- بإسناد صحيح- عن الأشعث بن قيس أنه قدم غلامًا صغيرًا، فعابوا عليه، فقال: ما قدمته ولكن قدمه القرآن (٣).


(١) الحديث متفق عليه، واللفظ لمسلم ١/ ٥٤٩.
(٢) نقل ذلك الحافظ بن حجر عليه رحمة الله - في الفتح ٩/ ٦٦، ٦٧.
(٣) الفتح ٩/ ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>