أيها الآباء والأمهات: واحتسبوا الجلوس مع أطفالكم على موائد القرآن والسنة والدروس النافعة، فتلك وسيلةٌ مهمة من وسائل تربيتهم، وروّضوا أنفسكم على سماع شكواهم، وتقدير وجهات نظرهم، وإن كان رأيُهم متواضعًا، فذلك ينشئُ فيهم الثقة ويدعوهم للإفصاح عما في نفوسهم، والجرأة على التعبير عن آرائهم مع الآخرين مستقبلًا.
وثمة وسيلةٌ مساعدةٌ على تربية الأولاد ألا وهي زيارةُ الأسر التي تُعنى بتربية أولادها، فتلك مفيدةٌ في التربية، وطريق لنقل التجربة الناجحة، والوسيلة المناسبة.
وإذا تم في لقاءات العوائل عملُ برامج للأطفال فتلك نافعة بإذن الله تعالى، ومعينة على ترابط الأسرة وتآلفهم.
أيها المربون والمربيات: هذه أنماطٌ من وسائل التربية للأطفال، وقد تكونون مارستم بعضها أو ما هو أفضل منها، والمهم استشعارُ المسؤولية مع هؤلاء الأطفال، وتقديمُ ما نُعذر به، أمام الله وأمامهم، ومن عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، ولا بد أنْ يثمر الغرسُ الطيب جنًى طيبًا، إن في الدنيا أو في الآخرة، وإياك أن تحقر وسيلةً من وسائل التربية، أو تظن أن الطفل لا ينتفع بها، ولربما رأيت أو رأى غيرُك ثمار التوجيه الحسن، وقد حُدثت أن طفلًا في المرحلة الابتدائية تأخر يومًا في أداء الواجب، فهمّ مدرّسُه بضربه، فقال له الطالب: أتحداك أن تضربني، فتعجب المدرسُ من مقولته هذه وسأله عن السبب، فقال الطفل: لأنني صليت اليوم الفجر مع الجماعة، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي» فأنا في ذمة الله، وكان من عَقْلِ المعلم ومشاركته في التربية أن ترك الطفل ولم يضربه.