للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتقل الداءُ إليه عقوبةً من الله على شماتته وعدم شكره (١).

أيها الناسُ: ومن أخطائنا مع أطفالنا استحياؤنا من تعليم أولادنا أحكام البلوغ وعلاماته قبل بلوغهم، ولذا فقد تصوم أو تصلي الفتاة العذراءُ وهي حائض أو جنب، وقد يصلي الشابُّ المحتلم وهو جُنبٌ ... وهكذا.

ومن أخطائنا: عدمُ تحذير أطفالنا مما نخشاه عليهم أو نحاذر من وقوعهم فيه من قبلُ، فقد يقعون في شرب الدخان أو المخدرات وهم يظنون ذلك من الرجولة، وقد يختارون رفقاء السوء وهم يحسبونه جليسًا صالحًا.

ومن أخطائنا: التفريق بين أولادنا في الأعطيات المادية أو المعنوية فيتولد عندهم الحقدُ، وينشأ الحسدُ، ونضع الكرة فيما بيننا وبينهم - وبالعدل قامت السماوات والأرض - وعلى الوالدين قدر الإمكان ألا يُظهرا الأولاد على خلافاتهم، وألا يكثروا من الشجار والخصومة بحضرتهم، فذلك مؤثرٌ على نفسياتهم، وقد يؤثر في سلوكياتهم.

ومن أخطائنا: تخويف أطفالنا تخويفًا وهميًا حتى يستجيبوا لمطلبنا، ولكن هذا التخويف قد يخلف آثارًا سيئة على مستقبلهم.

ومن أخطائنا: ضعفُ النساء - إلا ما ندر - في تربية الأطفال على معالي الأمور، واشتغالهن أكثر بملبسه وشكله وطعامه، وليتهن يقتدين بالأمهات السابقات، ومن نماذجهن أمُّ سفيان الثوري (فقيه العرب والمسلمين ومحدثهم) وقد ورد عن الإمام أحمد أن أمَّ سفيان قالتْ له: يا بنيّ، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي، ثم كانت تتعهده بالنصح والتربية، فقد روى أحمد كذلك أنها قالت له يومًا: يا بني: إن كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادةً في


(١) الحمد: التقصير في تربية الأولاد: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>