للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي (أدب الهاتف) قال فضيلةُ الشيخ بكر أبو زيد عن هذه الاتصالات والمعاكسات: فهذا وايمُ الله حرامٌ حرام وإثمٌ وجناح، وفاعله حريٌّ بالعقوبة، فيخشى أن تنزل به عقوبةٌ تلوث وجه كرامته» (١).

وقد تكون الأذية للمسلمين في الشوارع والطرقات، فالقيادةُ المتهورة، وحركاتُ التفحيط البهلوانية، ورفعُ أصوات الغناء عند الإشارات المرورية - دون ذوق أو حياء أو تقدير لمشاعر الآخرين - كلَّ ذلك أذيةٌ للمسلمين.

كما أن من الأذية للمؤمنين والمؤمنات الجلوسَ في الطرقات للنظر في النساء، أو تصيد الشباب الحسان، أو التعرض للفتيات حين خروجهن من مدارسهنَّ، ومن قُدر له الجلوسُ في الطرقات لغرض صحيح فلا بد أن يعطي الطريق حقه.

والمماطلة في أداء الحقوق المستحقَّة نوع من الأذية، ويبلغ الأذى مبلغه بقتل النفس المعصومة بغير حقٍّ.

عباد الله: وقد يتحول الأذى إلى المسلمين في مساجدهم، كمن جاء للمسجد وفي فمه رائحةٌ كريهةٌ من ثوم أو بصل أو كراث أو دخانٍ أو نحوها ... أو في بدنه أو في ملبسه ما يُستنكر ويُستقذر وهو قادرٌ على إزالته، ودعوة القرآن: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (٢)، والذين يحضرون أطفالًا يلعبون في المسجد ويزعجون ويشغلون المسلمين عن عبادتهم وخشوعهم، يؤذون المسلمين وإن كان قصدُهم حسنًا، والذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ليصل إلى مكان متقدم مع تأخره في المجيء يؤذي، وكذا أن يحضر أطفاله فيتحدثون والإمام يخطُب يؤذي الآخرين ويشوش عليهم. فتنبهوا معاشر المسلمين لهذا كله.


(١) ص ٣١، ٣٢.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>