للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرسلين أن ترقى بأصحابها إلى معالي الأخلاق، مهما أوتوا نصيبًا من العلم في مظاهر الحياة الدنيا، ويأبى اللهُ لغير شرعه إلا أن يرتكس أصحابُه في حمأة الرذيلة، ويتمرغوا في أوحال الفساد ويسقوا كؤوسًا مرة في أنواع الجريمة وتكاثرها ... وكذلك الحالُ في واقع هذه الدول الكافرة وليس الخبرُ كالعيان.

والمصيبةُ أن هذه الأخلاق الفاسدة من قبل هذه الدول الكافرة بدأت تغزو العالم الإسلامي، وعبر وسائل جديدة، وقلَّ من يتفطن لمخاطرها الخلقية في الحاضر والمستقبل.

أجل: إن فضائيات اليوم في معظمها لا تستحي من نقل الصورة العارية والمسلسل الهابط، والفكر المنحرف، وكل ذلك معاولُ هدمٍ للقيم والأخلاق ... وهي جريمة كبرى بحق القيم والأخلاق يتولى كبرها الدولُ المصدرةُ لها.

ولم يبعد عن الحقيقة من قال: «إن الحضارة الغربية ارتكبت أعظم جرم عرفه التاريخ بحقّ ثقافات العالم وشعوبه لتبني لنفسها حضارةً سلطويةً شرسة تتجه اتجاهًا كارثيًا مخيفًا، ربما يؤدي في النهاية إلى الدمار» (١).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (٢).


(١) روجيه جارودي، عن: نحو ثقافة إسلامية أصيلة، عمر الأشقر ص ٨.
(٢) سورة الروم، الآية: ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>