للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضعفُها أحيانًا - إذ في النفوس من لا تردعها إلا العقوبة وسلطانُ الجزاء، وسواء كانت العقوبة حسيةً أم معنويةً - فكل ذلك وازعٌ ومهذبٌ للنفس، ويزعُ اللهُ بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وعذابُ الدنيا عند الجهلة أخوفُ من عذاب الآخرة.

وقد تؤدي العقوبةُ المعنويةُ مثل أو أعظم ممّا تؤديه العقوبة الحسية، وهاكم نموذجًا من هديه صلى الله عليه وسلم في علاج رديء الأخلاق، أخرج الإمام أحمد في «مسنده» من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحدٍ من أهل بيته كذب كذبةً لم يزل معرضًا عنه حتى يحدث توبة (١).

وهذا أُسلوب تربوي في علاج الأخطاء على المربين أن يتأملوه ويعملوا به: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (٢).


(١) صحيح الجامع ح: ٤٦٧٥، المسند ٦/ ١٥٢.
(٢) سورة العنكبوت، الآيتان: ٥، ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>