وسيكون شاهدًا للمرء أو عليه ... وفي سرعة الزمن عبرةٌ موقظةٌ لذوي البصائر، إذ هو منبهٌ لقصر الآجال، وفناء الأعمار، وما الدنيا كلُّها بالنسبة للآخرة إلا قليل:{وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}(١).
أيها المسلمون: تلك وقفةٌ أولى حول انقضاء الإجازة، أما الوقفة الثانية، فهي التذكيرُ بالحاجة الملحة إلى وضع برامج مفيدة طوال فترة الإجازة، إذ من الظواهر التي لا تكاد تخفى على مُطَّلِعٍ ضياعُ أوقات الناس - وبخاصة الشباب - من الجنسين - بكثرة النوم أو بسفريات غير مدروسة الأهداف، وقليلة الفوائد، وحريٌّ بالمؤسسات التربوية، وبالمربين أن يدرسوا هذه الظاهرة ويفكروا في عددٍ من الوسائل لاستثمار أوقات الشباب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، إذ هم عماد الأمة مستقبلًا، وبإعدادهم وتربيتهم يكون تحدي الأمم، ويُصنع التاريخ، وبوركت الأمة تُعنى بشبابها وفتياتها، وتستثمر أوقاتهم وتُهيِّئُ الفرص النافعة لهم.
إن المراكز الصيفية والدورات العلمية، والرحلات الهادفة وأمثالها وسائل في الطريق الصحيح لاستثمار الإجازة ولكنها غيرُ كافية، وغيرُ شاملة لعموم الشباب والشابات، وذلك يستدعي مزيدًا من التفكير، والتطوير في الوسائل والبرامج حتى تستوعب هذه البرامجُ أكبر عددٍ ممكن، وتَملأ أوقات الفراغ بالمفيد المنتج، وتسهم بإعداد جيلٍ قادر على التحدي، بل وعلى الصمود في مواجهة الحروب الباردة أو الساخنة، ثابتٍ على المبدأ الحق في زمن غزو الفضائيات، ومشاريع العولمة، ونحوها.
أيها الشباب، أيتها الفتيات: وانقضت الإجازة وبدأ العامُ الدراسيُّ الجديد،