البلاد المباركة تُعدُّ من أفضل المناهج في عالمنا الإسلامي، ورغم وجهاتِ النظرِ الغربية التي تطرح أحيانًا لتغيير المسار الآمن، فلا يزال عند المسؤولين قناعةٌ بأهمية التميِّز والأصالة في مناهج بلاد الحرمين، وبما لا يتعارض مع التطوير المثمر والتجديد للأحسن، ولا سيما ونحن في زمن باتت الدولُ تعنى بتراثها وتنطلق من أصولها العقدية والفكرية.
ونحن في هذه البلاد نفخر بذكر تجربة في التعليم طبقت أول ما طبقت في بلادنا، ثم عمَّ نورُها الأرض من حولنا، تلكم هي التجربة الأولى في التعليم التي قادها محمد صلى الله عليه وسلم بتوجيه رباني:«اقرأ باسم ربك» وحينها كانت أمة العرب أمةً أميةً، وكانت الأمم من حولها تفاخر بعلمها وحضارتها، ولكن علمَ هؤلاء وحضارتهم أضاف إلى الكون ظلمةً وأسبغ على الشعوب الذلة والمهانة، وساد الظلم وأسنت الحياة، فبعث المعلمُ الأولُ بها الحياة من جديد، بمنهج رباني يقوم على تحرير الناس من كل عبودية سوى العبوديّة للهِ، وتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وعلى أضواء هذا العلم الكاشف تلاشت الظلمات، وبدأ بساط الظلم والجهل يُطوى وانتشر الخير وعمَّ العدلُ.