للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع التطوير في أي جانب من جوانب الحياة، ومن أبرزها التربية والتعليم، ومأساةٌ أخرى حين يظُن آخرون أن من لوازم الأصالة نفيَ التطوير ولو كان سليمًا نافعًا، ولعل من المفيد أن نتذكر واحدةً من توصيات المؤتمر الأول للتعليم الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة عام سبعة وتسعين وثلاث مائة وألف للهجرة، وقد جاء في هذه التوصية: «لا قيود على العلم النظري أو التجريبي في التصور الإسلامي سوى قيدٍ واحدٍ يتصل بالغايات والمقاصد، فلا ينبغي أن يستخدم في إفساد العقيدة والأخلاق، كما لا يجوز أن يكون أداةً للإضرار والعدوان» (١).

إخوة الإسلام: إن من الفساد والعدوان في تطوير المناهج أن تبرز نظريات في عالمنا الإسلامي تنادي بالمساواة بين المسلم واليهودي والنصراني، وتدعو إلى وحدة الأديان، والأخطرُ حين ينتقل إلى خطوات عملية، فتحذفُ من المناهج الدراسية آياتٌ قرآنيةٌ محكمة تتحدث عن اليهود أو النصارى بوصفهم أعداء للمسلمين، لا يجوز موالاتُهم، أو تُنكرُ نصوصٌ من السنة النبوية الصحيحة تحذر من التبعية لليهود والنصارى، وتكشف عداوتهم للمسلمين، أو تحذف الموضوعات المتعلقة بالجهاد في سبيل الله. أو نحو ذلك. وانكشفت بتعاليمه صلى الله عليه وسلم ضلالاتُ أهلِ الكتاب وتعسفهم وظلمهم وصدق الله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٢).

معاشر المسلمين: ومن الحقِّ والعدل أن نقولَ: إنَّ المناهج الدراسية في هذه


(١) التطوير بين الحقيقة والتضليل د. جمال عبد الهادي، علي أحمد لين ص ٧.
(٢) سورة المائدة، الآية: ١٥، ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>