التي يصرفونها لأبنائهم وبناتهم للفسحة بما يفوق حاجتهم، ويؤثر على نفسيات أبناء الأسر الفقيرة من زملائهم، وتحية للأولياء المقتصدين، ولو كانوا قادرين، واضعين نصب أعينهم مشاعر الآخرين، وهنا اقتراحٌ حريٌّ بالدراسة وهو دفعُ مبلغ من المال محدد من كل طالب وطالبة مع بداية الفصل، وتتولى المدرسة تأمين فسحةٍ يومية مناسبة لكل طالب وطالبة على حدٍّ سواء، فذلك يريحُ الأولياء من جانب، ويشعرُ الطلاب بالمواساة من جانب آخر، وربما كان فيه ترشيدٌ للنفقة من جانب ثالث، وتسهم المدرسةُ فيه بتأليف قلوب الطلبة والطالبات وإشراك بعضهم في خدمةِ بعض من جانب رابع ... وهكذا ... وكذلك الأدوات المدرسية لو أمكن تحديدُها من قبل المدرسة بشكل جماعي محدد ومقتصد لأراح الأولياء والمدرسة ... إنها مشكلةٌ أن يتعلق الطالبُ أو الطالبة بشكليات التعليم، ويتنافس الأولياء في تأمين أحسن الأنواع، أما لبُّ التعليم والهدفُ من التحصيل فلا نجد فيه مثل هذه المنافسة.
وهنا أقف مذكرًا إخواني الطلاب وأخواتي الطالبات بمسألة غايةٍ في الأهمية، بل لعلها الهدفُ من التعليم أساسًا ألا وهي العملُ بالعلم واستثمارُ العلم وسيلةً لنهوض الأمة وتقدمها، وتلك مسألة لا ينفرد الطلاب في التنبيه عليها، بل هي جزءٌ من مسؤولية المعلمين والمعلمات، والآباء والأمهات ... فما قيمة العلم بلا عمل ... إن رسالة التعليم لا تعني في أهدافها وغاياتها أن يحمل الطلابُ والطالبات على عواتقهم كمًّا من المقررات طيلةَ فصلٍ أو عام ثم يرون أنهم يتخففون منها بأداء الإمتحان.
إن رسالة التعليم لم تبلغ الغاية منها إذا حفَّظت طالبًا أو طالبة نصوصًا في أهمية الصلاة وكيفية أدائها وشروطها وواجباتها، فإذا بالطالب أو الطالبة لا يُصلي إلا قليلًا، أو يصليها على غير ما تعلمها، ووظيفة المعلم والمعلمة لا