تكتملُ بتلقين الطلبة والطالبات نصوصًا في برِّ الوالدين واحترام الآخرين، حين يوجد من بين المتعلمين والمتعلمات عددٌ من العاقِّين لوالديهم والمتعاملين بنوع من الفظاظة والشدة مع الناس من حولهم، وقلْ مثل ذلك عن بقية مفردات المناهج في النواحي السلوكية والخلقية، فلا بد من وعي وتأكيد على النواحي العملية وربط التعليم بواقع الطلاب والطالبات، ولا بد كذلك من مشاركة البيت في تطبيق ما تعلَّمه الدارسون والدارسات في المدرسة، ومثل ذلك يقالُ عن المناهج العلمية التطبيقية؛ إذ لا بد من تأمين المعامل الكافية في المدرسة، ولا بد من متابعة الجديد في التقنيات الحديثة، ولا بد كذلك من تأمين فرصٍ للتدريب خارج المدرسة، ولا بد من تحفيز النابهين على الاختراع ... وهكذا حتى لا تظلَّ الأمةُ المسلمةُ دائمًا عالةً على الآخرين في منتجاتها وسوقًا تروّج فيها بضائع الآخرين، وهي تمتلك عقولًا كعقول الآخرين أو أحسن، ولا تنقصها المادةُ المموّلة للإنتاج والاختراع.
وهكذا نستثمر التعليم، ونرقى بمستوى المتعلمين، ونتجاوزُ الشكليات إلى الجواهر، دون أن نُخِلَّ بأصولنا ومنطلقاتنا الفكرية، أو نقعدَ عن مسايرة الركب في بناء الحضارة الحقّةِ، تلك أفكارٌ ووقفات أثق أن المسئولين في التعليم يقدرونها حقَّ قدرها، وأثق أنها لا تغيب عن بال المعلمين والمعلمات، ويطمع الأولياء أن يصل إليها أبناؤهم، ويود الطلابُ والطالبات لو استثمروا التعليم بشكل جيد ... ولكنها الذكرى، ولنتعاون جميعًا على تحقيقها، وبارك الله في جهدِ كلِّ عامل مخلص، وربّك لا يضيع أجر من أحسن عملًا. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.