والمحروم، يؤجرون على البذل ويبارك لهم في المال مع الصدقة، ويجازون بالإحسان على الإحسان، يعطيهم اللهُ من رزقه ويطلب منهم القرض الحسن للمحتاجين من خلقه، تُضاعف لهم الأجور في الصدقات، ويحفظ اللهُ أموالهم من الكوارث والنكبات بإخراج الزكاة وإعطاء الصدقات.
والفقراءُ يحتاجون فلا يجدون، ويصبرون فيؤجرون، تضنُّ عليهم الحياة، وتلاحقهم همومُ الديون وغلبته وقهر الرجال، فيشكون الحاجة إلى خالقهم وينزلونها به دون خلقه، فيجعل لهم بعد العسرِ يسرًا، ومن الهموم فرجًا، كم لهم من الأجر حين يصبرون على شظف العيش وكفاف الحياة ... وكم تصفو نفوس الزهاد في الدنيا حين لا يشغل بالهم الصفق بالأسواق، ومتابعة مؤشرات الأسهم ... بل يتفرغون لطاعة الله وذكره والتزود لآخرته.
عباد الله: والزكواتُ والصدقاتُ، والعطايا، والهدايا والهبات ... كلُّها إنفاقٌ يؤجر عليه المسلمُ إذا كان خالصًا لوجه الله ... وتلك تخفف معاناة الفقر، وتذهب شحَّ النفوس، وتجعل في الحياة فرصًا للخير والودِّ، والرحمة، وكيف يكون شعورُ محتاجٍ ضائقٍ بالديون، أو عاجز عن النفقة الواجبة أو شابٍ رغب العفاف بالزواج وأظلمت الدنيا في وجهه، إذ لا يجد ما يغنيه إذا ما امتدت إليهم يدُ محسن فأعطاهم ما يغنيهم، وشاركهم في آلامهم، وسرَّى عنهم همومهم ... إنه شعورٌ يفيض بالمحبة والتقدير، ولن ينسى ذلك الفقيرُ المحتاجُ لهذا الغني المتصدق ما أنفقت يداه ... والأجر في الآخرة أعظم، ومن فرَّج عن مسلم كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله بها عنه كربة من كُرَب يوم القيامة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
أيها المسلمون: وحين يكون الحديثُ عن الزكاة الواجبة يمكن لنا أن نقف حيالها الوقفات التالية: