للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشك في وعد الله؟ ! وأي جسد يتحمل العذاب والله يقول: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (١).

وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل لا يؤدِّي زكاةَ ماله إلا جُعل له يومَ القيامةِ صفائحُ من نارٍ، فيكوى بها جنبُه وجبهتهُ وظهرُه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقضى بين العباد، ثم يرى سبيلَه إما إلى الجنة، وإما إلى النار».

عباد الله: ما قيمةُ المال إذا انتهى بصاحبه إلى هذه النهاية المؤسفة، ومهما تنعَّم المرءُ بالمال في الحياة الدنيا، فليس ذلك يقارن بالجحيم والشقاء في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

هذا فضلًا عما تؤدي إليه الزكاةُ من بركة ونماء وتزكية وتطهير: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (٢).

وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصحَّحه، وقال: على شرط الشيخين ولم يخرجاه - قال صلى الله عليه وسلم: «إن اللهَ لم يفرضِ الزكاةَ إلا ليطيبَ بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث من أموال تبقى بعدكم» (٣).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (٤).

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه.


(١) سورة التوبة، الآيتان: ٣٤، ٣٥.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٠٩.
(٣) تفسير ابن كثير عند آية التوبة: ٣٥.
(٤) سورة المؤمنون، الآيات: ١ - ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>