للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيبةً راضية غير متأففة ولا مانّة ... ولا ملحقةٍ أذى بمن تُعطي ..

وإذا هالك أخي الغني كثرةُ الزكاة من مالك ... فانظر في كثرة أصل مالك، واشكر الله على أن أعطاك الله الكثير وطلب منك القليل، واحمده على أن كنت يدًا تعطي لا تأخذ، وتذكر أنك مأجورٌ على العطاء ... مؤاخذٌ على الشح والبخل والمَنْع.

سابعًا: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الدعاءُ لمعطي الزكاة، فتارةً يقول له: اللهم بارك فيه وفي إبله، وتارة يقول: اللهم صلِّ عليه.

وكل ذلك تشجيع على العطاء، ودعوةٌ للمنفقين بالحسنى، وكم يُسرُّ الغنيُّ والمعطي بدعوة الفقير له ... أو دعوة الآخذ من ماله ليوصلها إلى غيره من ذوي الحاجات.

ثامنًا: ولا محاباة في الزكاة، ويخطئ من يحابي بها قريبًا، أو يبرّ بها صديقًا إلا أن يكون محتاجًا، ولا تجب عليه نفقته ... فالزكاة حقٌّ واجبٌ في المال لفئة محددة، تولّى الربُّ سبحانه قسمتها على الأصناف الثمانية في كتاب الله.

قالَ ابن القيم: ويجمعهم صنفان من الناس:

أحدهما: من يأخذ لحاجة وهم الفقراءُ، والمساكين، وفي الرقاب، وابن السبيل.

والثاني: من يأخذ لمنفعة، وهم العاملون عليها، والمؤلفة قلوبهم، والغارمون لإصلاح ذات البين، والغزاةُ في سبيل الله، فإن لم يكن الآخذ محتاجًا، ولا فيه منفعة للمسلمين، فلا سهم له في الزكاة (١).

تاسعًا: والويلُ شديدٌ لمانعي الزكاة، والعقوبة قد تُعجّل في الدنيا بحصول الكوارث أو مَحْقِ البركة ... ولو سَلِمَ من هذا فعذابُ الآخرة أشدُّ وأنكى، ومن


(١) زاد المعاد ٢/ ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>