واستنبط العلماءُ من سننه صلى الله عليه وسلم - في العشر - ألوانًا من العبادة والاجتهاد .. ومن ذلك:
- إحياءُ الليلِ أو غالبِه بالتهجد.
- إيقاظ الأهل للصلاة في ليالي هذه العشر.
- وكانوا يستحبون في هذه الليالي المباركة - ولا سيما التي تُرجى فيها ليلةُ القدر - كانوا يستحبون التزين والتنظف والطيب، ولبس أحسن الثياب كما يُشرع ذلك في الجمع والأعياد، قال ابنُ جرير رحمه الله: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كلَّ ليلةٍ من ليالي العشر الأواخر.
وكان بعضُهم يلبس ثوبين جديدين ويستجمر.
ومما يشرع في هذه الليالي: الاعتكاف، وفي «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكفُ العشرَ الأواخر من رمضان حتى توفاه الله.
وفي رواية للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: كان صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العامُ الذي قُبض فيه اعتكف عشرين.
كم في الاعتكاف من خلوةٍ مع الله، وانقطاع عن مشاغلِ الدنيا وصوارف الحياة؟ وما أحوج النفوس في مثل هذا الزمان إلى سويعات يخلو فيها العبدُ بخالقه، ويُجرد نفسه من أطماع الدنيا وفتنة المال والأهل والولد، وفي معتكفه يمارس أنواع الطاعات من صلاةٍ، وذكرٍ، وتلاوةٍ، وتفكرٍ، ويتطلع إلى الجنانِ وحورِها وأنهارها، ويستعيذ بربه خاشعًا خائفًا من النار وسلاسلها وزقومها ..
أما الاجتماعُ في المعتكف والسمرُ على أحاديث الدنيا، وجعلُه فرصةً للخلوة ببعض الأصحاب وتجاذب أطراف الحديث معهم - بعيدًا عن الذكرِ والتلاوة والصلاة فما هذا بالاعتكاف المشروع، بل اعتكافُ النبي صلى الله عليه وسلم لونٌ، وهذا لونٌ آخرٍ.