أولي القوة، وقال: إنما أوتيته على علم عندي؟ أين جحافلُ التتار الذين عاثوا في الأرض الفساد، يقتلون ويرهبون؟ وأين أصحابُ الحملات الصليبية على مدى قرنين من الزمان؟ وأين أصحاب الحربين العالمية الأولى والثانية، وما خلفتاها من دمار؟ بل أين دهاقنة الشيوعية الحمراء؟ وقد أذن الله مؤخرًا بسقوط دولة الاتحاد السوفيتي بتمزق الاتحاد دولًا، ولا تزال روسيا تصارع من أجل البقاء ... وتصب جام غضبها على المسلمين.
إن تاريخ القوى المحطمة والدول المتتالية في السقوط عبر القرون يؤكد حقيقة الملك لله والتفرد لله ... وكلما زاد الظلم تسارع السقوط، وكلما كان الهدى والصلاحُ عُمرت الدول، صدق الله:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}(١).
إخوة الإسلام: ومن دلالات حادثة الفيل أن العرب لا شيء بدون الإسلام، فلم يكن لهم دورٌ في الأرض أو شأن يذكر، بل ولا كيانٌ يرهب قبل الإسلام. لم يستطيعوا حماية البيت، ولم يشأ الله أن يحمي بيته المشركون ... ولكنه حين شاء وقدّر أن يبعث فيهم رسولًا إلى البشرية وأن تكون الكعبةُ قبلتَه حمى بيته، فعظّم العرب هذتا البيت المحمي من قبل الله ... وزاد ذلك من تقدير العرب لقريش حتى إذا بُعث النبيُّ منهم كانت حادثة الفيل إرهاصًا لمولده وبعثته.
وتحت راية الإسلام ولأول مرة في تاريخ العرب أصبح لهم دور عالمي يؤدونه، وأصبحت لهم قوةٌ دولية يُحسب لها حساب ... حملوا عقيدةً ضخمةً يهدونها إلى البشرية رحمةً وبرًا بها، ولم يحملوا قوميةً ولا عصبية ... حملوا