للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجردُ العلمِ بلا عمل إن لم يضرَّها لم ينفعها.

الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يَعلمُه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزلَ الله من البيناتِ والهدى.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كلَّه لله، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين، فإن السلفَ مجمعون على أن العالِمَ لا يستحقُّ أن يُسمى ربانيًا حتى يعرفَ الحقَّ، ويعملَ به، ويُعلِّمَه.

وأما جهادُ الشيطان فمرتبتان:

جهادُه على دفْع ما يُلقي إلى العبد من الشبهات، والشكوك القادحة في الإيمان.

والثانية: جهادُه على دفع ما يُلقي إليه من الإيرادات الفاسدة والشهوات.

وأما جهادُ الكفارِ والمنافقين فأربعُ مراتب، بالقلب، واللسان، والمال، والنفس. وجهادُ الكفارِ أخصُّ باليد، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللسان.

وأما جهادُ أرباب الظلم والبدعِ والمنكرات فثلاثُ مراتب، الأولى: باليد إذا قدر، فإن عجز انتقلَ إلى اللسان، فإن عجز جاهد بقلبه.

فهذه كما يقول ابنُ القيم رحمه الله - ثلاثة عشر مرتبةً من الجهاد: «ومن مات ولم يغزُ ولم يُحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق» (١).

إخوة الإيمان: ويحتاج المسلمُ والمسلمةُ إلى المعرفة والعمل بهذه المراتب كلِّها - في كل زمان - ولكن الحاجةَ إلى ذلك تشتد في مثل هذه الأزمان التي


(١) رواه مسلم ١٩١٠، انظر: زاد المعاد: ٣/ ٩ - ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>