للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (١).

يا أخا الإسلام: إياك أن تكون عنصر تعويق في أمتك، واعلم أن معصيتك لله، وانحرافك عن صراطه المستقيم خرقٌ في سفينة الأمة، وأن ضعفك وتراخيك في مجاهدة نفسك أو مجاهدةِ الأعداء، إنما هو ثُلمةٌ في بنيان أمتك، ورحم اللهُ الخليقةَ الراشد حينما أوصى قائد جنده السائر للمعركة بقوله: «واعلم أن ذنوب الجيش أشدُّ عليه من أعدائه».

أما طاعتُك - أخا الإسلام - وجهادُك في سبيل الله فهو رافدٌ لنهضة الأمةِ، وسببٌ من أسباب نصرها، فإياك أن تحقر نفسك، أو تهمش دوركَ، أو تُرحل المسؤولية على غيرك، فعليك سهمٌ في الجهاد والدعوة أينما كان موقعُك، ومهما كانت قدراتك: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٢) ولكن: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (٣)، فإن قلت أنك في عداد الضعفاء، فليس يعجزك أن ترفعَ يديك إلى السماء داعيًا بتسديد سهام المجاهدين، وإبطال كيد الكائدين، وذكِّر رهبانَ الليل بسهم الدعاء فهو لا يخطئ، ولا يغبْ عن بالك أن الأمة إنما يرحمون وينصرون بضعفائهم ... وهكذا تتكامل الطاقات، وتسدد المواقع، وتوصد الأبوابُ دون المفسدين.

يا أخا الإيمان: وكيف تتأخرُ في التقوى والمجاهدة، وربُّك يخاطبك بآيتين حريٌّ بك أن تتأملهما وتعمل بمقتضاهما، وهما: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٤)، والأخرى قوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٥).


(١) سورة النساء، الآية: ١١٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٨٦.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٥) سورة الحج، الآية: ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>