للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (١). فلا النظرة المحرمة، ولا العادة السرية، ولا الارتماء في أحضان الساقطات ... يحقق لك أهداف الزواج

وتحقيقُ سُنةِ الأنبياء عليهم السلام - في الزواج - وإكمالُ الدين هدفٌ ينبغي ألا يغيب عن ذهنك، وقد قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} (٢). وتكثيرُ نسل المسلمين، والسعيُ لإيجاد ذريةٍ صالحةٍ تعتزُّ بها وتسعدُ في حياتك، وينفعك اللهُ بها والمسلمين بعد مماتك ... هدفٌ جليل ينبغي أن تضعه نصب عينيك، وتسعى في سبيله لاختيار الولود الودود من النساء، ومحمد صلى الله عليه وسلم يوصيك بهذا ويقول: «تزوجوا الولودَ الودودَ، فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يوم القيامة».

ومن أهداف الزواج التي يباركها الإسلام، ترابطُ الأسرة، وتقويةُ أواصرِ المحبةِ بين الزوجين، وتنميةُ غزيرة الأبوةِ والأمومةِ، ومزيدُ الشعور بحقِّ الوالدين من خلالِ محبة الأطفال ورعايتهم، والشعورُ بمسؤوليةِ الزواج وما يدفعه إلى العمل وبذلِ الأسباب في سبيل الاستغناء وإغناء من يعولهم، كلُّ ذلك إيجابياتٌ وواجباتٌ حثَّ الإسلامُ عليها.

وكل ذلك لا ينافي الاستمتاعَ بما أحل الله من ملاذ الدنيا، وقضاء الوطر حسب ما شرع الله: «فالدنيا متاع، وخيرُ متاعها المرأةُ الصالحة» رواه مسلم.

وحين تكون هذه الأهدافُ حاضرةً في ذهنك، فإني أنصحك أخي الشاب أن تختار لنطفتك فالعرقُ دساس، وألا يكون الجمالُ وحده مؤشر الاختيار عندك، فكم من حسناء تنبت في منابت السوء، فإياك وخضراءَ الدِّمَنِ، وإذا كان رسولُ


(١) سورة المؤمنون، الآيات: ٥ - ٧.
(٢) سورة الرعد، الآية: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>