للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقبول مثل: قبلت، وافقت، أمضيت (١).

أيها المسلمون: وإذا كانت وسائل الإعلامُ المقروءةُ والمسموعة أو المرئية، تعمل عملها في الشباب، فعملها في الفتيات أشدّ، لا سيما القنوات التي بدأت تغزو العقول والأفكار، وتسيء إلى القيم وتهدم الأخلاق، فاحذر أخي الشاب وأختي الفتاة، واحذروا أيها الأولياء من آثارها، فكم هيجت من غرائز، وكم أفسدت من عفيفِ أو عفيفة، وكم بلبلتْ من فكر، ولا سيما تلك التي تشوّه أحكام الله في النكاح والعشرة، فهذا برنامجٌ يعرض للاختلاط ويحطِّم الحواجز بين الأجانب من الجنسين ويتحدث الرجلُ إلى المرأةِ ويمازُحها وكأنها زوجته أو أخته، وتصور الخلوةُ المحرمة والسفور وكأنها تقدمٌ وحضارة، والحشمةُ والعفاف وكأنها تقاليدُ بالية، أما القُبلةُ وما وراءها من سفاسف الأمور المنتهية باللقاءات الجنسية، فكم تغزو أفلامُها بلاد المسلمين، وتقع المسؤولية الكبرى على الأولياء حين يوفرون هذه الأطباق العارضة لزبالة أفكار البشر وأخلاقهم، وغزوُ اليوم غزو أفكار وأخلاق، وعلى المسلمين أن يدركوا ميدان المعركة، وألا يقع أحدٌ منهم في أتونها. وعلى صعيد آخر، فكم تعرض وسائل الإعلام ما يشوّه صورة التعددِ المباح في الإسلام مثلًا، أو غير ذلك مما جاءت به شريعة الإسلام.

وفي مقابل ذلك يمكنُ لوسائلِ الإعلام أن تكون وسيلةَ توجيهٍ، وإصلاحٍ تعرض لأحكام الله في النكاح، وتوضح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الزواج، وتبيّن للزوجين أسسَ العشرة الصحيحة، وتعرض لأخطاء المجتمع بالنقد، وتنقل


(١) فقه السنة: ٢/ ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>