من جنود الإسلام وحماته، فكيف إذا كان زلزالٌ هنا أو فيضانات هناك، وجفاف في موقع ثالثٍ من عالمنا الإسلامي وهكذا. أفنفرح بالمصاب على إخواننا وننسى أنها مصيبتنا جميعًا؟
الوقفة الثالثة: وفرقٌ بين التشفِّي والفرح، وبين الاعتبار والتأسف، فحين نعتبر بما يقع بجزء من عالمنا، ونصلح ما فينا نحن من خللٍ، فذلك خيرٌ من أن ننشغل بنقد الآخرين والتسلي بأحداثهم، ومن باب الاعتبار نقول: وينبغي ألا ننسى أنه كان لتركيا يومًا من الدهر تاريخٌ مجيد. لقد كانت موطن الخلافة الإسلامية، ورائدة الفتوح في مشرق الأرض ومغربها، ولا تزال شعوبٌ مسلمةٌ تدين بالفضل بعد الله للأتراك إذ دعوهم للإسلام وأدخلوهم في قوائم المسلمين ... ومع ما أُخِذَ على الدولة العثمانية من مآخذ فقد كانت إيجابياتها ظاهرة لكل منصف ... وهنا يرد السؤال وهو أيضًا للاعتبار؟ ماذا دهى تركيا في تاريخها المعاصر؛ لماذا استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ وهل ينجح المستعمرون في فصل تركيا عن العالم الإسلامي وهي لحمة منه، وعضوٌ فاعلٌ من أعضائه؟ .. وهل تحرك هذه المصائبُ الواقعةُ مشاعر العقلاء، وهل تكون تلك الخسائرُ الفادحةُ نذرًا يستيقظ فيها الأتراك المخلصون فيعيدون تاريخ أجدادهم السابقين، وهل يسارع العالم الإسلامي في مساعدة إخوانهم الأتراك في مصابهم، أم تسبقهم الدولُ الغربية، متخذةً من ذلك وسيلةً لمزيد من التغريب والعلمنة، في بلدٍ كان يقود العالم الإسلامي بأسره؟ ومما يلفت النظرَ - في زلزال تركيا - أن تُستغلُ المساعداتُ الإنسانية لمآرب سياسية، فقد تحدثت صحيفة (معاريف) الصهيونية صراحةً عن أن: تل أبيب، وعواصم الاتحاد الأوروبي قررت تقديم الدعم للنظام العلماني التركي في محنته، خوفًا من سقوطه أمام موجة الاستياء الشعبي، وخشية أن يستفيد الإسلاميون من هذه