ويظهر الضعفُ في البشر بعد وقوع الحدث، فعمليةُ الإنقاذ سارت ببطءٍ في بدايتها، وهوُ الفاجعة وضعفُ الإدارة أخَّر عمليات الإنقاذ لساعات طويلة، حتى خرجت عناوينُ الصحف التركية منتقدةً لهذا الوضع، ومن هذه العناوين:(الدولة تحت الأنقاض)، (أتى الصليب الأحمر، أين الهلال الأحمر)، (أنقرة نمر من ورق)(١).
إنها صورةٌ مكشوفة من صور قدرة الله وضعف البشر أمامها.
- الوقفة الثانية: أنفرحُ للمصاب أم نحزن؟ ولربما فرح البعضُ لما حصل، وتعليلهم أن في ذلك درسًا لكل من يتمرد على شرع الله ويحارب أولياءَهُ، ويضيق الخناق على سنة محمد صلى الله عليه وسلم، ويستدلُ هؤلاء بأن تركيا مؤخرًا أقامت للعلمانية سوقًا رائجة، حكمت بموجبها البلاد وطارت العباد، ونحّت شرع الله، ومنعت الخيرين من مزاولة الإصلاح ودعوة الناس للخير، وتقام الدنيا من أجل امرأةٍ محجبةٍ دخلت البرلمان، بل ويُمنع الحجاب في المدارس والجامعات، وتُنحَّى الأحزابُ الإسلاميةُ عن الحكم، وتُباح المحرمات كالزنا والخمور ونحوها، إلى غير ذلك من أمورٍ لا شك أنها محاربةٌ لله ولرسوله وللمؤمنين ... ولكن الأمر لا ينتهي إلى ذلك فقط - بل ينبغي أن نستشعر الحزن لما حصل في تركيا، فثمة طوائف من المتضررين من إخواننا المسلمين، ولا حول ولا قوة لهم، بل قد يكونون كارهين لما يقع، وأمرٌ آخر ينبغي أن نستشعره دائمًا؛ فما يقع من مصيبة في بلد من بلدان المسلمين هو مصيبة على العالم الإسلامي بأسره، يُنقص فيه من موارده، ويفنى فيه عددٌ من طاقاته، وأهمُّ من ذلك كله فناءُ عدد من أبناء الأمة الإسلامية. وهؤلاءُ أو أبناؤهم من بعدهم هم