مائة قنبلةٍ ذرية من النوع الذي ألقي على هيروشيما - من قبل - (١).
عباد الله: ولا غرابة أن يكون الحدثُ محل اهتمام العالم ومتابعاته، وما حدث في تركيا يفوق الوصف، وتعجِزُ الأقلامُ وتتعثر الألسنُ وهي تصف الحدث وأثره، وفي خلال خمس وأربعين ثانية - لم تبلغ الدقيقة - تغير ما على وجه الأرض من الحياة والأحياء، وأسفر الحدثُ عن آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن المفقودين، واتسعت دائرة الحدث الذي لم يستكمل الدقيقة لتمتد على مساحة ثلاث مائة كيلو طولًا، وما يقرب من أربعين كيلو عرضًا، ولتشمل مجموعةً من البشر والمنشآت فتخلفها أجداثًا وأنقاضًا، وتترك ورائها آلافًا من البشر دون مأوى، إلى غير ذلك من أرقام موحشة وأنَّاتٍ موجعةٍ، وخسائر فادحةٍ في الأرواح والممتلكات.
ترى ما العبرُ والدروس والوقفات المهمة وراء الحدث؟
- الوقفة الأولى: القدرةُ الإلهية وضعفُ البشر، فأيُّ قدرة مهما بلغت لا تستطيعُ أن تعملَ بهذه القدرة والسرعة كالذي حصل في زلزال تركيا وغيره من الزلازل والبراكين الأخرى، وفي مواقع متعددةٍ من العالم، والحدث مع قوته مفاجأةٌ لا تملك هيئة أو جهة التحذير منه قبل وقوعه بوقتٍ كافٍ، للإخلاء على الأقل، فضلًا عن أن تملك التحذير قبلَ فترة تمكِّنُ الناسَ من تقليل الخسائر، إنه قدرُ الله وتوقيته، ولا أحد يملك العلمَ أو التدخلَ، وكفى بالله وكيلًا، ومن جانب البشر تتضاءل قواهم، وينحصر جُهدهم في الإنقاذ على بطء، ولربما سمعوا الأنين ولم يستطيعوا الوصول إلى صاحبه إلا بعد مفارقتِهِ الحياة، ولربما التهمت الأرض من الموتى ما يقارب من خرجوا أحياء أو في عداد الموتى، بل