للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحج فرصةٌ لإظهار عالميتنا الأصيلة، فشعَارُنا في الحج واحد ومناسكنا واحدة، والعربي والأعجمي والغني والضعيف كلنا في صعيد واحد، يتوحدُ لباسنا وتتوحد مشاعرنا، وفرق بين هذه العالمية الأصيلة والعولمة المصطنعة.

أما من خرج حاجًا أو معتمرًا، فأدركته المنيةُ قبل إتمام نسكه، فأجره على الله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (١)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج حاجًا فمات، كُتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرًا فمات، كُتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة، ومن خرج غازيًا فمات، كُتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة» (٢).

وفضل ربي واسع، ومن لم يكتب له الحج هذا العام ووفق لصيام يوم عرفة، كفر اللهُ عنه به السنة الماضية والباقية. (رواه مسلم بمعناه).

وعن أبي يعلى: «من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين». ورجاله رجال الصحيح (٣).

بل إن فضل الله واسع، يمتد ليشمل أصحاب الطاعات الخالصة لله، فقد روى أبو داود بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاةٌ على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين» (٤).


(١) سورة النساء، الآية: ١٠٠.
(٢) رواه أبو يعلى وصححه بعضهم، كفاراتُ الخطايا/ حامد العقبى: ١٥٥.
(٣) كفارات الخطايا: ٩٢.
(٤) صحيح الجامع: ٥/ ٢٨٨، صحيح سنن أبي داود: ٥٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>