للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوة الإسلام: تلك إشارات إلى بعض المكفرات للخطايا يمكن إجمالهن في أكثر من خمسة عشر مكفرًا: الحج، والصلاة المفروضة، والنافلة، والصوم، والوضوء، والسلامُ، وحمدُ الله عند أكل الطعام أو لبس الثوب، والصلاةُ على الرسول صلى الله عليه وسلم، والذكرُ، والأمراضُ والمصائبُ، والهمُّ والحزن، وعيادةُ المريض، والتطهُر والإنصاتُ للجمعة وصلاة الليل، والطواف بالبيت وإدخال السرور على المسلم، وإن كان هناك أمورٌ غيرها استوقفت العلماء السابقين واللاحقين فألّفوا في مكفرات الخطايا والذنوب، من أمثال المروزي، والمنذري، والأوزاعي وابن حجر العسقلاني، ومن المتأخرين، حامد أحمد، محمد حسين العقبى، لكنني أقف في نهايتها مذكرًا بأمرين: أحدهما: أن يحرصَ المسلم على تجنب أسباب عدم المغفرة كالإشراك بالله، والشحناء بين المسلمين، والسّحر، فاللهُ تعالى: {لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (١).

ويقول صلى الله عليه وسلم عن الشحناء ما أخرجه مسلم في «صحيحه» عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تُعرض أعمالُ الناسِ في كلِّ جمعةٍ مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبدٍ مؤمنٍ إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا - أي يرجعا عن شحنائهما - فيغفر لهما».

وهؤلاء الثلاثة المعوقات عن المغفرة يشملهن حديث: «ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء، من مات لا يشرك بالله شيئًا، ولم يكن ساحرًا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه» (٢)، يضاف إليهن الكبائرُ بشكل عام، فتركهن كفارات للسيئات، كما قال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا


(١) سورة النساء، الآية: ٤٨.
(٢) أخرجه الطبراني بسند حسن - مكفرات الخطايا: ١١٦ ح/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>