للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسباب الممكنة شرعًا، ولا بد لمن فوض أمره إلى الله أن يهديه ويقيه، ودونكم تفويض مؤمن آل فرعون ونتائجه وهو القائل: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (١).

أيها المسلمون: ويكتسب المؤمن قوةً وحمايةً وأمنًا من خلال دفاع الله عنه {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (٢).

وهذا هو العنصر الرابعُ من عناصر القوة ... ومن يستطيعُ إلحاق الضرر والأذى بمن يتولى الله الدفاع عنه، كلما أجلب الناس عليه ... ؟ !

وكفاية الله لعبده المؤمن عنصرٌ خامسٌ من عناصر قوته، وإن خُوِّف بمن دونه: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (٣).

ولا تستطيعُ قوةٌ من البشر - مهما بلغت - أن تُلحق بعبدٍ ضررًا لم يكتبه اللهُ عليه: «واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك».

بل يجعل الله تعالى من نفسه محاربًا لمن عادى وليَّه المؤمن: «من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب»، وهل يقوى على حرب الله أحدٌ؟

ومما يقوي المؤمنَ ضعفُ سلطانِ الشيطان عليه: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ


(١) سورة غافر، الآية: ٤٤، ٤٥.
(٢) سورة الحج: الآية: ٣٨.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>