للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعزتِك يا ربِّ لا أبرحُ أغوي عبادَك ما دامت أرواحُهم في أجسادهم، وقال الربُّ ووعدُه حق: وعزتي وجلالي لا أزالُ أغفرُ لهم ما استغفروني.

وقال الشيطانُ: أحرقتُ بني آدم بالمعاصي فأحرقوني بالاستغفار.

والتوبةُ سبيلٌ لإغاظةِ الشيطانِ ومراغمتهِ، وما يزال العبدُ يُراغم الشيطان بالتوبة والإنابة حتى يحصلَ على محبةِ الله ورضوانه، بل وتُستبدل سيئاتُه حسنات ... وذلك أكبرُ مغيظٍ للشيطان، وبالجملة فشأنُ المسلم اللبيب - كلما أحدث ذنبًا أحدث لله توبةً وعملًا صالحًا، ففي ذلك مراغمةٌ للشيطان وردٌ لكيده، وقد جاء عن بعض السلف أنه قال: «إن المؤمن لينضي شيطانه كما يُنضي أحدُكم بعيره» (١).

٥ - وحُسن الخُلق - بشكل عام - جالبٌ للمودة، دافعٌ لنزغات الشيطان ... وسوءُ الخلق داعٍ للرذيلة ... وطريقٌ لدخول الشيطان ... أرأيت كيف يصنع الأحمقُ الغضبان من المآثم ... وما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه.

وإذا كان القولُ الحسنُ من جملة الأخلاق الفاضلة، فتأمل أثر نقيضه من فحش القول في نزغ الشيطان، يقول تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبيِنًا} (٢).

٦ - عباد الله: والمحافظون على الصلوات أبعدُ من غيرهم عن كيد الشيطان، فالصلاةُ تنهى عن الفحشاء والمنكر، والشيطانُ إذا سمع الأذان أدبر وله ضراط - وفي الصلاة من الذكر والخشوعِ والتلاوة والعبودية لله ما يُسهم في حماية العبد بإذن الله من مكر الشيطان وكيده.

٧ - ومن الأسلحة المكافحة للشيطان أن تعوِّدَ نفسَك كلما عملت سيئةً أن


(١) مفتاح دار السعادة: ١/ ٢٩٥.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>