منها أو قريبٍ منها - هي كذلك تخفُّ إذا تضافرتِ الجهودُ على مراقبةِ أصحابِهَا من قِبَلِ عمومِ المجتمعِ، وتخفُّ كذلك كلّما نشِطتِ الجهاتُ المعنيةُ بالأمنِ على الإخلاص في عملِها وتحديثِ أساليبها، وتطويرِ الأداءِ لدى الأفرادِ العاملين فيها.
أما تطبيقُ الحدودِ، وإحالةُ المجرمينَ للقضاءِ، فلا شكّ أنها ضمانٌ بإذن اللهِ لنشرِ العدلِ وتحقيقِ الأمنِ.
أما التوعيةُ بقيمةِ الأمنِ والتحذيرِ من ارتكابِ المحظوراتِ والجرائمِ بوسائلَ مختلفةٍ، فتلكَ وسيلةٌ وقائيةٌ غايةٌ في الأهميةِ؛ لأننا لا نفرحُ بوجودِ المجرمِ لنعاقبَهُ، بل نُسرُّ لانخفاضِ معدلِ الجرائم واستصلاحِ المجرمين، وفتحُ بابِ الأملِ والتأكيدُ على قيمةِ التوبةِ، يُسهمُ كذلك في استصلاحِ مَنْ به فسادٌ وعنده استعدادٌ للصلاحِ ونسيانِ الماضي، وفي الحديثِ الحسن «التائبُ من الذَّنبِ كَمَنْ لا ذنبَ له»(١).
(١) أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الزهد، باب ذكر التوبة برقم (٤٢٥٠) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وحسنه السخاوي في «المقاصد الحسنة» (١٥٢)، وحسَّنه الألباني.