للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو القائل: «المرءُ على دينِ خَليلهِ، فلينظرْ أحدُكم من يُخَالِل» (١). ولذا قال جماعةٌ من السلف: «اصْحَبْ من يُنهضُكَ حالُه، ويدُلُّك على الله مَقالُه» (٢).

وإذا كان أثرُ القرينِ الصالح على قرينه مشهورًا في دلالتهِ على الخير ومَنْعهِ من الشرور والفتن، فَلِقرينِ السُّوءِ أثرٌ عكسيٌّ سلبيٌّ، وتأمل هذا الحوارَ القرآنيَّ في أثرِ الرفيق: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} (٣). وتأمل كذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} (٤).

عبادَ الله: تلك قواربُ تسعةٌ للنجاةِ من الفتنِ، وهي إجمالًا:

١ - التعوذُ من الفتن بالدُّعاءِ.

٢ - الحذرُ من الانتكاسةِ في الفتن.

٣ - الحذر من السيرِ في رِكابِ المنكراتِ والحرصُ على إنكارِها.

٤ - السيرُ في ركاب جماعةِ المسلمينَ وإمامِهم، والحرصُ على أن يكون المسلمُ من الطائفةِ المنصورةِ.

٥ - العلمُ والتثبُّتُ وعدمُ اعتمادِ القصصِ والشائعاتِ.

٦ - لزومُ العبادةِ والإكثارُ من القُرُباتِ.


(١) رواه أحمد وابو داود، انظر صحيح سنن أبي داود ٣/ ٩١٧.
(٢) روحانية الداعية: عبد الله علوان، صفات الداعية، حمد العمار ص ٦٥.
(٣) سورة الصافات، الآيات: ٥١ - ٥٧.
(٤) سورة الزخرف، الآيتان: ٣٦، ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>