وولدِه؟ إن هذه الصلواتِ الخمسَ لا يحافظُ عليهنَّ إلا مؤمنٌ يرجو ثوابَ اللهِ ويخافُ عقابَه - فهي ليست ليومٍ أو يومين أو سنةٍ أو سنتين .. بل في كلِّ يومٍ خمسُ مراتٍ مفروضة عدا السننِ والرواتبِ المشروعةِ - ولذا يضيقُ المنافقونَ بالصلاةِ ولو أدوها كسالى يُراءون الناس - والامتحانُ الكاشفُ للمصلينَ صلاةُ الفجرِ وصلاةُ العشاءِ؛ فهنّ أثقلُ صلاتين على المنافقين، ولو يعلمونَ ما فيهما من الأجرِ لأتوهما ولو حَبْوًا .. ألا فجدِّدوا إيمانَكُم وأقيموا الصلاةَ بأوقاتِهَا وواجباتِهَا وسُننها، تكونوا من المفلحين، وإياكم وتلاعبَ الشيطان ووسوستَه، وجاهدوا أنفسكم على الخشوع في الصلاة فالله يقول:{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}(١).
أيها المؤمنون: إننا نخطئُ بالليلِ والنهارِ، ومن رحمةِ الله بنا فرضَ الصلاةَ علينا، فهن كفاراتٌ .. وهنَّ أشبه بنهرٍ جارٍ يغتسلُ منه المصلونَ كلَّ يوم خمسَ مراتٍ، فهل يبقى على أولئك من دَرَنٍ .. إنه فضلُ الله يؤتيه من يشاء، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسِه.