للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير، ولا يزالا العجز والكسل بالمرء حتى يورده المهالك .. والنفس كما قيل كالطفل إن تتركه شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم.

ويوم أن يتوافر لك أخي المسلم علم حقيقي لا نظري بمنزلة يوم الجمعة عند الله .. ومجاهدة للنفس عن بعض شهواتها فستصل إلى منزلة تسمو بك عن الآخرين وتجد أثرها يوم العرض على رب العالمين.

إخوة الإيمان ما ظنكم لو أن السلطان أمر جنودًا يقفون على الأبواب ويوافونه بالمتقدم، ويعدونهم بالعطايا والهدايا الحسان، ويسجلون المتخلف ويعدونه بالخسارة على رؤوس الأشهاد؟ فكيف الحال إذا كان الباعث هو الجبار جل جلاله، والجنود هم الملائكة الأطهار.

إنه حري بك أخي المسلم أن تستحي من ملائكة الرحمن أن يروك متأخرًا إن تصورك لهذا الأمر في كل جمعة سيدعوك للتبكير مستقبلاً بإذن الله إن كنت ممن يعي ويتعظ ويقدر الخير ويفرق بين البدنة والبيضة، وأرجو ألا يكتبك الله مع الغافلين .. وأرجو أن يعينك الله على مواصلة السير مع الصالحين .. وألا يحشرك مع الغافلين المتكبرين.

أخا الإسلام افتح قلبك وسمعك لهذا الحديث النبوي المرغب في التبكير، واحرص على أن يكون لك منه أوفر الحظ والنصيب.

يقول صلى الله عليه وسلم: «من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، واستمع وأنصت، ولم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها هن بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها .. وذلك على الله يسير» (١).


(١) الحديث رواه أحمد وغيره بسند صحيح، صحيح الجامع ٥/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>