للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام أحمد: وغسَّل بالتشديد جامع أهله، وكذلك فسره وكيع (١). أين الراغبون في الحسنات .. وأين المسارعون إلى الخيرات .. إن ذلك جزء من فضائل يوم الجمعة.

إخوة الإسلام ويكفي من فضائل يوم الجمعة أن ما بين الجمعتين كفارة لما بينهما إذا ما اجتنبت الكبائر، وهنا يغلط بعض الناس فتراه يحافظ على الجمعة، ويتهاون فيما سواها من الصلوات ظنًّا خاطئًا منه أن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، وإيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما ذكر أن الجمعة تكفر الذنوب الصغائر دون الكبائر، حيث قال: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» ولا شك أن ترك الصلوات الخمسة أو التهاون بآدائها من الكبائر .. فلا تصح الجمعة ممن هذه حاله حتى يؤدي الصلوات الخمس.

أما من يتهاون أو يترك صلاة الجمعة دون عذر فهذا جرمه كبير .. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من ترك صلاة الجمعة تهاونًا بها طبع الله على قلبه (٢).

وفي الحديث الآخر: «من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين» (٣) نسأل الله السلامة والعصمة من الزلل.

أيها المسلمون هناك خصائص وفضائل وأحكام أخرى للجمعة نرجئ الحديث عنها في خطبة لاحقة بإذن الله .. هذا وصلوا.


(١) زاد المعاد ١/ ٣٨٥.
(٢) صحيح صالح الفوزان خطبة الجمعة / ٦١.
(٣) صحيح الجامع ٥/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>