للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمون: إن المحبةَ الحقّةَ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم تَعني صِدْقَ متابعتِه، والاستمساكَ بهَدْيِه، والجهادَ لنُصرة دينِهِ، والدعوةَ لنشرِ رسالتِه في العالمين، وأشدُّ الناس محبةً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم أكثرُهم تمسكًا بسنتِه، وإتباعًا لهديِهِ، وحرصًا على دعوة الخَلْق لطريقتِه.

أما الدّعاوى الفارغةُ والاحتفالاتُ البِدْعيّةُ، فتلك بضاعةُ البطَّالين، وما بالمسلمين حاجةٌ لمزيد التّهريج والدّجل، والسلبيةِ، وترديد القصائدِ والمديحِ دون عملٍ مُثمر ودعوةٍ جادّةٍ، وسلوكٍ منضبط بأوامرِ الإسلام وهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

ومصيبةٌ أن تتقدمَ الأُممُ الأخرى بالعمَل والإنتاج وتبقى طوائفُ من المسلمين تُفضّل العُزلةَ وتنتسبُ للتصوّفِ، وتُعظّم الأولياءَ، وتطوفُ حول قبور الموتى .. وتتمسّحُ بمن يُسمّون بالأولياء .. وقد يصل الأمرُ إلى الخضوع لهم وتقديمِ طاعتِهم على طاعةِ الأنبياء، ثم تزعم أنها تُحبّ محمدًا صلى الله عليه وسلم، وكلّ ذلك ضَلالٌ مبينٌ، وانحرافٌ عن صراطِ الله المستقيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (١).


(١) سورة التوبة، الآية: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>