نشرت وسائلُ الإعلام عن كلّ تائبٍ لرأيتم من ذلك عَجَبًا، ولقد كان المُغني البريطاني الشهير (كات ستيفنز) واحدًا من هؤلاء التائبين والداخلين في الإسلام على إثر رحلةٍ شاقةٍ في الحياة مِلْؤُها الضّجَرُ والضجيجُ الفارغُ .. وحين تاب ودخل في الإسلام قال: الحمدُ للهِ .. لقد وُلِدْتُ الآن وعرفتُ إلى أين أسيرُ .. لقد انصرفتُ عن الإسلام فترةً بسبب تشويهِ أجهزة إعلامِنا الغربيّ، بل حتى أجهزةِ الإعلام الإسلامية، فكثيرًا ما تُشوِّه الحقائقَ الإسلاميةَ .. هكذا قال هذا التائبُ ثم ختم بقوله: وأما الملايينُ التي كسبتُها من الغناء فوهَبْتُها كلّها للدعوة الإسلامية (١).
إن في ذلك لعبرةً، وفيما سمعتم أو قرأتم من نصوصٍ على الغناء لآياتٌ موقظة. وما فتئَ علماءُ الأثرِ - قديمًا وحديثًا - يُفتون بتحريم الغناءِ ويحذّرون من سماعِه - فضلًا عن ممارسته - ودَعُوكم من فتاوى المترخِّصين في الغناء - قديمًا وحديثًا - ومن تَتبَّع الرُّخَصَ هَلَك.
واحذروا مطارحاتِ ومناقشات أصحاب الأهواءِ والشُّبهاتِ والشهواتِ، المرقِّقين للدين .. والخائضين في أكثر من قضية للإثارةِ والبلبلة .. وإلا فأين هؤلاء من مناقشاتِ العلمانيين فيما يَطرحون .. وأين هم مما يُثيرُه أعداءُ الإسلام من شُبَهٍ في الإسلام، وسبّ وسخريةٍ بالرسولِ والقرآن .. أين هم من المساهماتِ الإيجابية في قضايا الأمةِ الكبرى، وسَط تحدّيات اليهود والنصارى والوثنيين وأصحاب العقائد والنِّحَل الباطلةِ؟ أين هم من الدفاع عن المسلمين المستضعَفين؟ وأين هم من نصرة المظلومين؟ هل انحسرتِ القضايا والمساهماتُ في قضايا تُفرّقُ ولا تجمَعُ، وتُثيرُ ولا تُصلِحُ .. إنها الفتنُ