تمسُّكِهم بدينِهم وتوكُّلهم على ربِّهم وعدلِهم في المعاملةِ مع غيرِ المسلمين ما يحفظ اللهُ به جهودَهم ويكفيهم شرورَ أعدائهم.
أيها المسلمون: أما التحدي الآخَرُ فهو من بعض جهلَةِ المسلمين وغيرهِم، ولا سيَّما أصحابُ المصالح منهم، الذين شعروا أنّ تطبيقَ الشريعة سيَحرمُهم من امتيازاتٍ حصلوا عليها في ظلّ الفسادِ الإداريِّ، والذي سيتلاشى في ظلّ تطبيقِ الشريعةِ العادلةِ، وإذا لم يَخْلُ مجتمعُ الرّسول صلى الله عليه وسلم من المنافقين الذين يُظهرون ما لا يُبطنون، فأنّى للمجتمعاتِ المعاصرةِ أن تخلو من هؤلاء - لا كثَّرَهُم اللهُ - وعلى المسلمين في نيجيريا أن يتنبَّهوا جيدًا لهذا الصّنفِ من الناس فهمُ العدوُّ - كما أخبر الله - وفي حال الغفلةِ عنهم يُخربّون ما لا يُخربّهُ غيرُهم، فألسنتُهم حِدادٌ، وقلوبُهم قلوبُ الذئابِ!
إخوة الإسلام: أما التحدي الثالث - الذي يواجِهُ المسلمين في نيجيريا في تطبيق الشريعةِ .. فهو تحدٍّ من جانب، واحتياجٌ من جانبٍ آخرَ، إذ إن تطبيقَ الشريعةِ في بلدٍ نُحّيتْ فيه الشريعةُ فترةً من الزمن وشاعتِ العَلْمَنةُ والتغريبُ في مناحي الحياة .. هذا من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر ضعف الاقتصادِ، وحاجةُ عددٍ من أهل البلاد هناك إلى ضروراتِ الحياةِ - كلُّ ذلك يجعلُ تطبيقَ الشريعة يحتاج إلى إمكاناتٍ معنويةٍ ودعم ماديٍّ .. فالدعاةُ والقضاةُ هناك لا يستغنون عن دورات تُرسّخُ فهمَهم وتدعَمُ تجربتَهم، والمجتمعُ الذي يشتري الماءَ لوضوئه يحتاج إلى حفر آبارٍ تسدُّ حاجتهم، وحكامُ الولاياتِ الناصحون الذين يفكرون بإنشاءِ مدارسَ إسلاميةٍ، وجامعات تفي باحتياج ولاياتِهم، هؤلاء يستحقُّون الدعمَ والمساندةَ، وكذا حين يفكرون بإنشاءِ مكتبةٍ كبرى تضمُّ أُمهاتِ المراجعِ في العلوم الشرعيةِ والعربيةِ، وإنشاءِ إذاعةٍ ومحطةِ تلفازٍ يُبثُ منها الخيرُ ويُعرّفُ