للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغيرةِ والشهامةِ؟ وهل يشك أحدٌ أن شعبَ العراقِ المسلمَ غيرُ نظامِ صدامٍ المجرمِ، وأنَّ حزبَ البعثِ لا يعيشُ نفسَ المعاناةِ الحصاريةِ التي يعيشها بقيةُ شعبِ العراق؟

لقد سجلَ التاريخُ في أزمانِ عزتنا أن لأهلِ الذمةِ في ديارِ المسلمينَ نصيبًا من بيتِ مالِ المسلمينَ، أما اليومَ فيموتُ المسلمونَ جوعًا أو دمارًا بأنواعِ السلاحِ، والمسلمونَ ينظرون! ! وربما وُجِدَ من أغنياءِ المسلمينَ من لا يدري أين يصرفُ زكاتَه .. وربما صرفها على غيرِ المضطرينَ لها لمن يتكررُ سؤالهم واعتادوا طرقَ أبوابِ الأغنياءِ في رمضانَ، فهل يا تُرى رمضانُ هذا العام فرصةٌ أكبرُ لتلمسِ المحتاجينِ أكثرَ وإيصالها لهم بطرقٍ آمنةٍ مطمئنة.

إخوةَ الإيمان: وعلى صعيدٍ آخرَ فما عرفَ المسلمونَ عبرَ تاريخِهم المُشرقِ أن شهرَ رمضانَ فرصةٌ للاسترخاء، وهذا رسولُ الهدى صلى الله عليه وسلم يقودُ بالمسلمينَ يومَ الفرقانِ، ويُسجلُ التاريخُ نصرَ بدرٍ في شهرِ الصيامِ، ثم يكون الفتحُ الأعظمُ لمكةَ في شهرِ رمضانَ، ويُسجل التاريخُ مرةً أخرى أن دخولَ الناس في دينِ اللهِ أفواجًا كان على أثرِ الجهادِ والفتحِ في شهرِ الصيام.

وهكذا استمرّ المسلمونَ عبرَ حِقبِ التاريخِ يعظمونَ شهرَ الصيام، ويبتهلونَ إلى خالقِهِم فيه بالنصرِ، وقد كان.

ودعونا نُطِلُّ من أحد زوايا تاريخِنا المشرقِ في رمضانَ لنرى كيفَ انتصرَ جندُ اللهِ على النصارى، وكان هذا النصرُ في رمضانَ، وكان ذلكَ بدايةَ فتحِ المسلمينَ للأندلس، فقد قادَ البطلُ المسلمُ طارقُ بنُ زياد معركةَ وادي لكة (شذونة) في الثامنِ والعشرين من رمضانَ عام ثنتينِ وتسعين للهجرةِ النبويةِ بقوةٍ لا تكافئُ قوةَ الأسبانِ لا عددًا ولا عُدّة، فلغةُ الأرقامِ تقولُ: إنّ عددَ جيشِ المسلمينَ - بعد المددِ - بلغَ اثني عشرَ ألفًا، وكان عددُ النصارى الإسبان - بقيادة -

<<  <  ج: ص:  >  >>