للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منازلهم وأضيافهم وبيوت الله حرية ألا تنسى، وضيوفها الملائكة وخيار الصالحين.

إخوة الإسلام من أبرز خصائص وفضائل هذا اليوم أن فيه ساعة الاستجابة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها: «وإن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، وقال بيده يقللها» (١)، وقد اختلف أهل العلم في تحديد هذه الساعة وأرجح الأقوال رأيان يعضد كل منهما أحاديث صحيحة، وأحدهما أرجح من الآخر.

القول الأول أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، وصحة هذا القول ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة بن موسى أن عبد الله بن عمر قال له: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة شيئًا؟ قال: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» (٢).

والقول الثاني أنها بعد العصر، وهذا- كما يقول ابن القيم- أرجح القولين وهو قول عبد الله بن سلام وأبي هريرة والإمام أحمد وخلق، وحجة هذا القول ما رواه أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر».

وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة فتفرقوا ولم يختلفوا إنها آخر ساعة من يوم الجمعة (٣).


(١) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
(٢) وهناك حديث آخر رواه ابن ماجه والترمذي يشير إلى نفس المعنى (زاد المعاد ١/ ٣٩).
(٣) زاد المعاد ١/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>